يوجد عشرات المواقع مثل الموقع
الذي أرسلت رابطه لي. وكلها غير متخصصة في تعليم اللغة الإنكليزية. أي أنهم
ليس لديهم خطة منهجية في تعليم الإنكليزية. فالموقع الذي أرسلته يعتمد على
النسخ واللصق من البرامج التجارية الموجودة على هيئة cd والتي تباع في
محلات الكمبيوتر. وهذه البرامج التجارية أيضاً غير متخصصة في اللغة
الإنكليزية. وتعتمد على عنصر الإبهار من صور وصوت وموسيقى حتى يشتريها
المتعلم وهم يربحون تجارياً. ولا أعترض على أنهم يربحون ولكن أعترض على
أنهم يقدمون مادة تعليمية سيئة يستغلون بها جهل غير المتخصص بالإنكليزية
حتى يربحوا منهم. وربما يظنون أنهم يحسنون صنعاً بعمل سيديات تعليمية للغة
الإنكليزية، لكن بحكم عدم تخصصهم ولأن النظرة المادية تغلب عليهم، فهم لم
يحسنوا صنعاً أبداً. والدليل على ذلك هو انظر من حولك من أقربائك وجيرانك
وزملائك، كم واحد منهم لا أقول يتقن بل يدبر أموره بالإنكليزية.
فعملهم هذا مثل الأكل الغير صحي أي النظام الغذائي الذي يحتوي فقط على
شكولاتة وهامبرقر وبيبسي. فبسبب الطعم اللذيذ والغلاف الذي تحويه والدعايات
التجارية تجد المرء يستمع بأكلها ويكثر منها، لكن هل هي مفيدة؟ الجواب: لا،
ليست مفيدة بل إذا استمر عليها سيصاب بالسمنة والأمراض. ما الحل إذن؟ الحل
هو أن تتناول وجبة غذائية متكاملة يدخل من ضمنها من وقت لآخر الشكولاتة
والهامبرقر والبيبسي. وهذا ما أفعله بالضبط في موقعي. فما أقدمه في موقعي
هو مدروس ومناسب لجميع المستويات ولا أظل في برج عاجي أضع نظريات لتعليم
الإنكليزية بل أتواصل مع متعلمي الإنكليزية بالإيميل لأعرف إن كنت أغرد
خارج السرب حتى أعود إليهم من جديد وآخذ بيدهم للطريق الصحيح.
خلاصة القول، هي أن الموقع الذي أرسلته لي ينفع للأطفال فقط ليتسلوا بالصور
وبالأصوات والمؤثرات الأخرى ولا ينفع للكبار نهائياً لأنه سيتعلم أمورٍ
مشوهة وناقصة عن اللغة. فاللغة الإنكليزية هي قواعد ومفردات رسمية وغير
رسمية ومفردات اجتماعية وسياسية واقتصادية ورومانسية إلخ ومهارات كتابية في
كتابة الفقرة والسيرة الذاتية والقصة والرواية والمسرح والكتب إلخ ومهارات
في القراءة الأدبية والعلمية والصحفية إلخ ومهارات في الاستماع للخطابات
السياسية وللأفلام والأغاني ومهارات في المحادثة اليومية والنطق الصحيح
واللكنة والترجمة الكتابية والفورية ... وكل هذا وأكثر تستطيع أن تقوم به
وتستمع بما تتعلمه إذا فهمت وطبقت الإرشادات التي أذكرها في موقعي هذا
وتبتعد عن المواقع الأخرى حتى لا يتشتت ذهنك وتهدم ما بنيته من معلومات في
موقعي.
أمرٌ أخير، إذا وجدت أن الموقع كتب لك عنواناً كبيراً كهذا 'تعلم اللغة
الإنكليزية مجاناً'، فاعلم أنه يغرر بالمتعلم لأهداف خفية. فالموقع الذي
أرسلت رابطه هدفه الرئيسي أن تتطلع على ديانته وتعتنقها. فمن خلال تصفحي
السريع لذلك الموقع، لا تمثل تعلم الإنكليزية المجانية كما يدعون
والموضوعات الأخرى الغير دينية إلا 5%. فهذا خداع واستدراج لأهدف دينية،
وحريٌ بهم أن يتجنبوا أموراً كهذه حفاظاً على مصداقية تعاليم دينهم. وإن
كانوا حريصين على تعليم اللغة الإنكليزية 'مجاناً' كما يدعون، فعليهم أن
يصمموا موقعاً منفصلاً ثم يعرِّفون بأنفسهم من خلال أيقونة 'من نحن'.
|