- هو الشخص المؤهل علمياً.
فتندهش
عندما ترى
مدير مدرسة لا يعرف أبسط قواعد اللغة العربية ولا يعرف كيف يكتب خطاباً ولا
يعرف كيف يشغل جهاز الكمبيوتر. وتجد هذا المدير أثناء اجتماعه مع المعلمين
ينصب الفاعل ويرفع المجرور. وتجده يكتب الله بتاء مربوطة (اللة). ويرتجل
استخدام الضاد والظاء، فيكتب الحاضرين هكذا (الحاظرين) ويكتب محظور هكذا (محضور).
أما استخدامه لعلامات الترقيم، فحدث ولا حرج.
- هو الشخص المنفتح ذهنياً الذي لا يربط الإدارة المدرسية بشخصه.
فمثلاً عندما ينتقد معلم سوء تصرف مدير مدرسة بالصراخ الهستيري في وجوه
المعلمين أو ضرب الطلاب، يجب أن لا تثور ثائرة المدير على المعلم ويناصب
المعلم العداء. فالمعلم لا ينتقد طول المدير أو قصر المدير أو بدانة أو كرش المدير
أو هزال المدير أو ثوب المدير أو سيارة المدير ... الخ ، بل انتقد أمراً
مهنياً قابل للنقاش وللقبول أو الرد وكما قيل اختلاف الرأي لا يفسد للود
قضية ولكنهم يقولون ما لا يفعلون.
- هو الشخص الذي لديه أكثر من حل لأي مشكلة.
فمثلاً لا يكون حله لمخالفات الطلاب هو بالضرب فقط لأن ذلك دليلٌ على
إفلاسه المهني والعلمي وإلا أين ذهبت خبرته المهنية وأين ذهبت دراسته
الجامعية؟! ولا يكون حل المشاكل مع المعلمين بالزعيق. وهي وسيلة يتخذها
المدير المفلس حتى يصرف الأنظار عن تدني مستواه التعليمي والمهني. لأنه لو
دخل في نقاش موضوعي مع معلم، لعجز أن يقابل الحجة بالحجة، فليجأ للصراخ
واستغلال ثغرات في النظام لينتصر لذاته بسلطة النظام.
- هو الشخص الذي لا يحيط نفسه بالمعلمين المنافقين والمتملقين.
فمن غبائه المهني وقصر نظره العلمي، لا يعلم أن المعلمين الكسالى والمهملين
عندما يعرفون أنه لا يؤمن بالنقاش وأنه تثور ثائرته على أي تقصير منهم
يبدؤون بتعظيم شأنه لينتفخ هو بدوره كفقاعة الصابون. فيباركون ضربه للطلاب
وزلاته ويضحكون على نكته البايخة ويقدمون له كأس الشاي المفضل له ويقومون
من أماكنهم ليجلسوه في صدر المجلس. وفي المقابل، يستطيع هذا المعلم المنافق
أن يتجاوز أيام الغياب دون أن يحسم من راتبه ويستطيع أن يتأخر عن دوامه أن
يحسم من راتبه على تأخره ويستطيع أن يستأذن من الدوام وقت ما يشاء.
- هو الشخص الذي يطبق النظام نصاً وروحاً.
فلا يكون جامداً بل مرناً في تطبيقه للنظام ليضمن سير العمل على أكمل وجه.
- هو الشخص العادل. فلا يبْخس حق معلمٍ مخلص
ويكرِّم معلماً منافقاً أو كسولاً أو من يخاف شره. فيخصم على معلم درجات من
التقييم بسبب ما يدعيه أن هذا المعلم سيء العلاقة مع الطلاب وأولياء أمورهم
رغم عدم إهانة المعلم لطلابه أو أولياء أمورهم وإن وجدت بعض الشكاوى فهي من
قلة من الطلاب الكسالى والسيئين. وبالمقابل تجد معلماً آخراً أو مديراً يضرب
الطلاب ويتلاسن مع أولياء أمورهم ويعطى درجة كاملة ويكرم على سوء أدبه.
- هو الشخص الذي يقدر ظروف معيشة الآخرين.
فإذا كان مجموع رواتب المدير يتجاوز 20,000 ريالاً ولا يؤثر عليه الغلاء في
المعيشة، يجب أن يعي أن من راتبه ألفان أو ثلاثة أو أربعة سيتأثر في معيشته
جراء خصم المدير من راتب معلمٍ بسبب تأخر أو غياب لظروف تتجاوز إرادة هذا
المعلم
ولاسيما إذا كان الخصم في الأسابيع الأخيرة من الدراسة التي يقل فيها أو
ينعدم حضور الطلاب.
- هو الشخص الذي يحدِّث نفسه ويبدع.
فلابد أن يكون مطلعاً لما يجري في العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً
ومهنياً ولا يكون متقوقعاً في مكتبه وشغله الشاغل جمع دقائق تأخر المعلمين وتصيد
زلات المعلمين والطلاب.
- هو الشخص الذي يشاور الآخرين.
فلا يكون دكتاتورياً بل يشرك زملائه الإداريين والمعلمين لما فيه مصلحة
لمعلمي وطلاب المدرسة. وأن لا يحتكر رأيه رغم قصوره لا لشيء إلا أنه يرى
نفسه هو الملهم والمحنك والحكيم.
- هو الشخص الذي لا يسلب صلاحيات زملائه الإداريين والمعلمين والطلاب.
بل يمنحهم صلاحيات أوسع. فمثلاً يشرك الطلاب في المحافظة على النظام أثناء
الفسح ليعزز ثقة المعلمين بهم وليريح المعلمين من الإشراف عليهم.
- هو الشخص الذي لا يكون رعديداً أمام أولياء أمور الطلاب المزعجين وأصحاب
السلطة والمصلحة. فيخنع وينكسر ويخالف النظام تقيةً
لشرهم وسلطتهم. ويستأسد أمام البسطاء من أولياء أمور الطلاب.
- هو الشخص الذي يوزع المال المخصص على صيانة مرافق المدرسة بالتساوي.
فلا يعتني فقط بمكتبه والممر الذي يؤدي إليه ويهمل غرفة المدرسين وصيانة
حمامهم الذي لا يليق بالاستخدام الآدمي.
- هو الشخص المبتسم وليس العابس ومن يعلو
وجه غبرة. ويزعم أنه يفعل ذلك ليضفي لشخصيته
المهزوزة الرزانة والحكمة.
- هو الشخص الذي يخاف ربه عند أدائه لعمله.
وليس أن يخاف أن يخصم من راتبه أو يزحزح من مكانه فيضطر أن يكذب ويظلم
ويخالف النظام ويحيك المؤامرات حتى يلمع شخصه وعمله الأجوف.
|