وددت لو أنك زودتني بمعلومات أكثر عن:
- المرحلة الدراسية التي تدرسها.
- المادة التي تدرسها.
- عدد الحصص التي تدرسها.
- جدية وقدرة الزملاء في أدائهم لعملهم.
- جدية وقدرة الإدارة المدرسية في ضبط الطلاب.
- جدية وقدرة أولياء الأمور في ضبط أبنائهم.
وهدفي من كل هذه المعلومات أن يكون ردي دقيقاً.
يقوم بعض الطلاب بحركات خفية استفزازية في الفصل مثل الصفير أو الهمهمة
أو تحريك الماصات أو تسليط الليزر أثناء انشغال المدرس بالكتابة على
السبورة أو أثناء مراجعة عمل أحد الطلاب أو بالصراخ لحظة خروج المعلم من
الفصل. ويهدف هؤلاء الطلاب إلى استفزاز المعلم حتى يتوقف عن الدرس. ويشمتون
منه عندما يتهدد ويتوعد من إصدار هذه الأصوات دون أن يعرفهم. وهذه التصرفات
يقوم بها الطلاب للتعبير عن استياءهم من درجات سيئة حصلوا عليها رغم
عدالتها أو خوفهم من مواجهة المعلم وجهاً لوجه لقوة شخصية المعلم أو لأنهم
سيئو التربية.
لحل هذه المشكلة:
- اشغل الطلاب طوال الحصة قبل أن يشغلوك. فاشرح الدرس واسأل الطلاب واجعلهم
يكتبون ويقرؤون. وسجل في آخر عشر دقائق من كل حصة أسماء الذين يشاركون
مشاركة إيجابية كالإجابة على الأسئلة أو القراءة، والذين يشاركون مشاركة
سلبية كالنوم والثرثرة وأكل العلك والتأخر وعدم الكتابة. افعل ذلك كل حصة
حتى يصبح الأمر عادةً عندك وعند الطلاب وحتى يكون لديك ما يثبت أمام
الإدارة المدرسية أن هذا الطالب السيء لا يستحق إلا هذه الدرجة السيئة
بناءً على ما دونته في كشف متابعة أعمال الطلاب.
- لا تُجْرِ أحاديث ودية خارجةً عن الدرس مع الطلاب أبداً. ولا تجعلهم يرون
ابتسامتك أو ضحكتك طوال السنة الدراسية. وأنا جادٌ فيما أقول وليس من باب
المبالغة. فأنت لا تتعامل مع طلاب مثاليين كاليابانيين أو الغربيين من
العالم الأول بل طلابٍ مازالت خلفياتهم الاقتصادية والعلمية والثقافية
فقيرة جداً. فهذه الابتسامة تفسر على أنك ضعيف شخصية. ولا تُصغِ لكلام
المدير أو الوكيل أو المنظر المرشد أن ذلك لا يخدم العملية التربوية إلخ
إلخ. فالإدارة المدرسية تَنظرُ لك وهو جالسون
تحت التكييف وأمام جهاز الكمبيوتر الذي لا يعرفون أن يكتبوا فيه سطراً
واحداً بطريقة صحيحة. ولو طلبت منهم أن يطبقوا نظرياتهم تلك في الفصل، لما
استطاعوا.
- وجّه ونوّه ونبّه وحذّر واخْصم واطْرد واستدعِ أولياء أمور الطلاب عندما
تتكرر منهم ملاحظات كالتأخر أو الثرثرة أو النوم أو عدم إحضار أداواته أو
إصدار الفوضى أو الرد الوقح إلخ. وبهذه الطريقة يتعود الطالب عندما تحاسبه
على أدنى مخالفة أن لا يتجرأ أن يقوم بمخالفة أسوأ منها. وبالمقابل عندما
تغض الطرف عن أدنى مخالفة، سيتجرأ وينتقل إلى أسوأ منها. واجعل الوقت الذي
تستغرقه في التنويه والتوجيه والتحذير والخصم والطرد ... قصيراً جداً حتى
لا تعطي الطالب السيء شأناً وأهمية وحتى لا يلهيك عن الدرس.
- أثناء كتابتك على السبورة، لا تجعل ظهرك مواجهاً للطلاب بالكامل، بل أعطِ
الطلاب جانبك الأيسر إذا كنت تكتب بيدك اليمين.
- أثناء النقل من الكتاب إلى السبورة، لا تحمل الكتاب بيدك، بل اجعله على
الطاولة ليتسنى لك إلقاء نظرة على الطلاب أثناء تنقلك بين الكتاب والسبورة.
- عند حدوث فوضى غير معلومة المصدر، هيئ نفسك على أن تواصل درسك وكأن شيء
لم يحدث. واستمر في ذلك لمدة أسبوع حتى يفقد من يصدر الصوت الأمل في
استفزازك وتعطيل الدرس. ولا تتضايق مما يحدث بل اعتبر أن هذه تجربة جديدة
وتحدياً لك حتى تكون معلماً محترفاً. ولا تلمْ نفسك على ما يجري وتُوهم
نفسك على أنك ضعيف الشخصية. فمن يستحق اللوم هو هؤلاء الطلاب على سوء
تربيتهم.
- اسأل زملائك المعلمين إن كانت تحدث عندهم نفس الفوضى في هذا الفصل وكيف
تعاملوا معها.
وعندما تسوء الأمور بعد مضي أسبوع ولم تتعرف على مثيري الفوضى:
- أشرك الوكيل والمرشد والمدير في التعرف على هؤلاء الطلاب المزعجين ومعاقبتهم.
- أشرك العريف ونائبه في متابعة الطلاب أثناء انشغالك بأداء الدرس. فاجعل
العريف ونائبه قريبين من مصدر الصوت. وحتى يؤديا عملها على الوجه الأكمل،
كافئهما بزيادة درجات المشاركة.
- اخرج من تشك فيه إلى الوكيل أو المرشد بعذر أنه لا يكتب أو أنه يتكلم
أثناء الدرس ولاحظ إن كان الصوت اختفى بخروج هذا الطالب أم لا.
- بعض الطلاب لا يقصدون إثارة الفوضى لهدف الفوضى بل حتى يجذبوا اهتمام
المعلم لهم. فهؤلاء اظهر لهم الاهتمام والمتابعة والتشجيع.
- بعض الطلاب يحدث الفوضى بدون قصد كأن يسحب طالبٌ الطاولة للخلف فتحدث
إزعاجاً قوياً. فاكتفِ بتنبيه تنبيهاً صامتاً دون أن يعلم بقية الطلاب بذلك
كأن تشير بيدك بأن يحملها أو تساعده في حملها وتفعل ذلك دون أن يتوقف شرحك.
- حدد وقت الفوضى. هل هي الحصة الأخيرة أو التي تلي الفسحة أو حصة رياضة
أو حصة انتظار. ثم غير مع زميلك المعلم موعد حصتك في الجدول المدرسي إذا
وافق على ذلك.
- إذا استمرت الفوضى لدرجة أنها تمنعك من أداء عملك ووجدت
عدم جدية وقدرة من الإدارة المدرسية وأولياء أمور الطلاب على ضبط الطلاب
الفوضويين، احْضُر ووقِّع في دفتر الدوام وارفض دخولك للفصل حتى ينصلح حال الفصل الفوضوي
بمعاقبتهم بالعقاب الرادع. واعلم أن ضرب المعلم بالطباشير تعد من مخالفات
الدرجة الخامسة والتي تشمل اعتناق الأفكار الهدامة وحيازة المخدرات وارتكاب
السلوك الجنسي وحيازة الأسلحة وتزوير الوثائق. عندها سيحضر مشرف الإرشاد
الطلابي من مركز الإشراف ويناقش الأمر معك، وهذه هي وظيفته في مثل هذه
الحالات. فكن جاهزاً بذكر الأسباب التي تمنعك من دخول الفصل.
- إن استمر الوضع على ما هو عليه في السوء، فاطلب نقلاً إلى مدرسة أخرى
تتميز بالانضباط. وذلك صعبٌ أن تجده في هذه الأيام ولكن لنقل الأقل سوءًا من
غيرها.
- تجنب التعامل مع فوضى الطلاب بطريقة تدين بها نفسك. فبعض المعلمين يهين
الطالب التافه والحقير ويقول له: يا تافه! و يا حقير! . وعلى الرغم من أن
الوصف ينطبق على الموصوف بسبب فعلٍ مشين قام به الطالب بيد أن ذلك يعد
مرفوضاً لأسباب اجتماعية. أو يسخر المعلم من الطالب الذي يطبِّل على
الطاولة ويقول له: ما شاء الله أمك تشتغل طقاقة!. أو عبارات أخرى يتلفظ بها
المعلم كردة فعل على تصرفات سيئة يقوم بها الطالب. كأن يقول المعلم: لا
تستنزل علينا! يا حيوان! يا ثور! يا تربية الشغالة! يا تربية السواق! يا
مخدة نوم! يا لوح! بمسح فيك السبورة! يللي أبوك حمار وانت جحش! يا جزمة! يا
حشرة! يا ورع! يا ملعون الوالدين! يا ابن الكلب! يا خرى! والأسوأ
من ذلك، عندما يضرب المعلم الطالب بالعصا أو بيده ويشتكي ولي أمر الطالب السيء على المعلم في إدارة التعليم. فسيتعرض المعلم للمتاعب وهو في غنى
عنها. ولن يزيد ضربه للطالب إلا سوءًا.
- أما فيما يتعلق بشكل المعلم البدني كالطول أو القصر أو البدانة أو
النحافة، فأنصحك بالالتحاق بأحد المراكز الرياضية. فسوف تشعر بالثقة بالنفس
وبالقوة بعد عدة أسابيع. وأنصحك أيضاً بقراءة الكتب المفيدة ولاسيما الكتب
الأمريكية المترجمة في مجال التعليم وغيرها من المجالات حتى تلهمك وتخلق
لديك قدرة فكرية لأداء عملك ولتحيى حياةً طبيعية. وهذه الكتب متوفرة في
المكتبات التجارية الكبيرة مثل مكتبة جرير.
|